هذا نموذج لما يسمى الأكتئاب النعاب Nagging depression
والمكتئب النعّاب يشكو من أعراض الاكتئاب المعتادة مثل المزاج الحزين وفقد القدرة على الاستمتاع بأي شئ واضطراب النوم و إحساسة انة اقل من غيرة وفقد الأمل وقلة الحيلة
والنظرة المتشائمة للمستقبل وفقد الشهية للطعام (وأحيانا زيادتها), وفقد الوزن (وأحيانا زيادته), والإحساس بالذنب, والرغبة في الخلاص من الحياة, ويزيد على هذه الأعراض في نوع الاكتئاب النعّاب حالة من القلق الزائد والخوف المجهول وتعلق المريض بمن حوله بطريقة زائدة ومزعجة بحيث يريدهم حوله طول الوقت وكأنه طفل يخشى أن يتركه أبواه, وسلبية بالغة تجاه المرض وتجاه الأحداث, والعرض الأهم هو الشكوى المستمرة ليل نهار من أعراض نفسية أو جسمانية غير محددة.
وعلى الرغم من شكوى المريض (أو المريضة) فإنه لا ينتظم في تعاطي العلاجات الموصوفة ويتذرع بأنها أتعبته أو سببت له أعراضا جانبية، ونحن نعرف هذا المريض من كل ما سبق ومن عبارات مهمة يقولها عند حضوره للمتابعات, فما أن يدخل غرفة الكشف حتى يقول: " أنا ماارتحتش يا دكتور أنا حالتي ساءت بالعلاج.... أنا حالتي أوحش بكتير من الأول.... أنا زي الزفت الأيام دي....... أنا حاسس إني مش هاخف يا دكتور....... أنا مرضي ده مالوش علاج.... تفتكر ممكن أخف يا دكتور.....؟؟؟؟؟.".
والاكتئاب في هذه الحالة يخلو غالباً من الاضطراب الوجداني الأصيل فلا تشعر بحزن عميق أو أصيل لدى المريض، وإنما تلاحظ شكاوى وأعراض أغلبها على المستوى العقلاني الجاف، وتزداد الأعراض حدة في وجود بعض الأشخاص خاصة الذين يطمع المريض في الحصول على رعايتهم وجذب اهتمامهم نحوه مثل الزوجة (أو الزوج) أو الأبناء أو الطبيب وتزداد أيضاً كلما لاحت في الأفق بوادر تحمل مسئولية في الأسرة أو في العمل أو في الحياة.... عندئذ تشتد الأعراض وتزيد الشكوى.