علي تلة في المساعيد خلف المساء
استفاقت دماء الشهيد
أنارت فضاء المساءات
ألقت بريق الهدى
أدارت عيونا تشظى هواها
وألقت سؤالا كبيرا كبيرا
بحجم المدى
غريب محيا الوجوه التي قابلتنا
فأين الندى؟
وصوت الرياح التي واجهتنا
كئيب .. كئيب .. يثير الردى
فهل تهت حقا؟
وأمست دياري ديار العدا
هنا كان برج يراقب
هنا كان جند المشاة
وأين البوارج؟
أرى يخت عشق وبعض العراة
وأين الفوارس..؟
على سحنة الكل بعض انكسار
لماذا تفر النوارس
فأين التحدي..
وزهو انتصار؟
على شاطئ البحر
ُزدنا عن العرض دوما
فكيف الرمال استحلت دمانا
ونامت على صوت حَبْر وأنثى الخيانة
هنا كان برج الدفاع الحصين
ودبابة .. مدفع .. بارجة
وسد انتماء متين
هنا السارية..
نشيد الوطن
(بلادي .. بلادي .. بلادي )
وصوت الجنود ارتقى الرابية
وقرص الغروب اختفى في المياه
وفي الليل نمضي وراء الحدود
نذيق الأعادي صنوف انتقام
فهيا اجمعوا يا رفاقي لأخذ التمام
سنمضي ..
ذهبنا وكل يريد اللقاء
رياح الرجاء استبدت بنا
وفي القلب وجد وحب الوطن
نسفنا مقرا لجيش "الدفاع"
وعدنا..
وفي القلب بعض السلام
رقصنا ..
وغني "حمام" البيوت ..السويس
وصلى سعيد القيام
وفي الفجر جاءوا ..
كغربان شؤم ترج الفضاء
فصالت وجالت بكل السماء
وألقت .. وألقت ..
فبعض جريح ..
وبعض شهيد ترقى هناك
وها اليوم عدنا
فماذا وجدنا
سوى سيل وهن وعري ونوم طويل
(دمائي .. دمائي .. دمائي)
فمن ذا يريد البلاد استحلت فنائي
دمائي ..
وهل ضاع كل الذين ارتقوا للسماء
دمائي ..
فمن ذا يعيد البناء
ويلقي الوساخات تحت الحذاء
دمائي .. دمائي .. دمائي ..
لك الحب يحمي لوائي
فهل سوف يأتي حفيد الإباء ؟
فهل سوف يأتي ...؟