مرض جيلبير او اليرقان العائلي الكبدي هو خلل شائع في وظائف الكبد حيث تقل معالجة مادة البيليروبن التي تنتج عن تكسير كريات الدم الحمراء. ولا يحتاج هذا المرض علاجاً بالضرورة كما لا ينطوي على مضاعفات خطيرة.
وفالواقع فقد لا يعتبر البعض هذا الخلل مرضاً على الاطلاق نظراً لكونه ذو طبيعة غير خبيثة وغالباً ما يكتشف عن طريق الصدفة عند عمل اختبار وظائف الكبد الذي يبين ارتفاع نسبة البيليروبن في الدم.
ويظهر مرض جيلبير عند الرجال اكثر منه في النساء.
الاعراض
ويعتبر الخلل مرض وراثي وبالرغم من انه نادراً ما يظهر اي اعراض فإن ارتفاع نسبة البيليروبن من الممكن ان تسبب اصفراراً خفيفاً.
وعلى الرغم من عدم وصول هذا الاتفاع الى نسب خطيرة فإن الامر قد يبدو خطيراً في حالة ظهور الصفراء نتيجة لاصفرار بياض العين وفي حالة استمرار الارتفاع فقد يعطي ذلك الجلد ظلاً اصفر.
وهناك العديد من العوامل التي قد تزيد من ارتفاع نسبة البيليروبن عند من يعاني من مرض جيلبير ومن هذه العوامل ما يلي:
- المرض بما في ذلك العدوى كالانفلوانزا.
- الدورة الشهرية.
- الصيام وتفويت الوجبات.
- الجفاف.
- الاعياء.
وقد يشعر المريض بنوبات متكررة من الاجهاد والام البطن الا انه لا يمكن البت بأن مرض جيلبير هو السبب الرئيسي وراء هذه الاعراض.
الاسباب
يتم معالجة البيليروبن في الكبد بصورة طبيعية وهو مادة صفراء اللون تنتج عن تكسير خلايا الدم الحمراء حيث ينتقل البيليروبن عبر الدم الى الكبد ليتم تكسيره عن طريق انزيم معين في الكبد ونقله الى الامعاء ليتم التخلص منه مع البراز الا ان نسبة ضئيلة منه تبقى في الدم.
الا ان مرضى جيلبير يرثون طفرة غير طبيعية في الجين الذي ينتج الانزيم المسئول عن تكسير البيليروبن في الكبد ولا يقوم هذا الجين بانتاج كمية كافية من الانزيم مما ينتج عنه ارتفاع نسبة البيليروبن في الدم نتيجة عدم تخلص الكبد منه بصورة كافية.
متى تتتصل بالطبيب
ينصح الاتصال بالطبيب فور ملاحظة ظلال صفراء على الجلد او اصفرار بياض العين وذلك لان الاصفرار قد يكون ناتج عن مشاكل اكبر من مرض جيلبير لذا يجب عمل فحوصات لمعرفة مدى خطورة الموقف.
التشخيص
قد يعتقد الطبيب انك تعاني من مرض جيلبير في حالة ظهور اعراض الصفراء الا ان تشخيص المرض غالباً ما يأتي بمحض الصدفة عند عمل المريض لفحوصات دم لاسباب اخرى مثل المرض او الخضوع لجراحة او حتى شراء بوليصة تأمين على الحياة.
وبالرغم من كونه مرض وراثي موجود منذ الصغر فان مرض جيلبير لا يتم تشخيصه الا عند البلوغ وذلك لارتفاع نسب انتاج البيليروبن في هذه المرحلة السنية.
ومن الوارد ان يطلب الطبيب اختبارات وفحوات دم اخرى منها:
- اختبار دم كامل.
- اختبار وظائف الكبد.
ويظهر اختبار الدم الكامل نتائج طبيعية الا في نسب البيليروبن الذي يظهر ارتفاعاً ملحوظاً.
وقد يحدث ان تتفاوت نسبة البيليروبن في الدم من وقت لاخر عند مرضى جيلبير لذلك فقد ينصح الطبيب بتكرار الفحوصات اكثر من مرة.
ومن الوارد ان يطلب الطبيب عمل فحوصات اكثر الا ان ذلك يكون نادر الحدوث ومن هذه الفحوصات الاضافية ما يلي:
- اختبار موجات صوتية على الكبد.
- الصيام لمدة 24 ساعة لمعرفة ما اذا كانت نسبة البيليروبن سترتفع ام لا.
- اختبارات جينية للتأكد من تواجد الجين المسئول عن مرض جيلبير.
المضاعفات
قد يسبب المرض نوبات متكررة من الصفراء الا انها تكون متوسطة في اغلب الاحيان وتنحسر دون تدخل طبي كما لا يوجد مضاعفات اخرى معروفة لمرض جيلبير وليس من المحتمل ان يؤثر على الكبد.
قد يكون لقلة انتاج الانزيم المسئول عن تكسير البيليروبن اعراض جانبية لان هذا الانزيم مسئول ايضاً عن التخلص من ادوية معينة. فهناك دواء ايرونيتيسان المستخدم مع مرضى سرطان القولون فقد يصل الى نسب عالية جداً في الدم نتيجة لعدم تعامل الكبد معه مما قد يسبب اسهال شديد ولذلك فيجب مراعاة استشارة الطبيب قبل البدء في استعمال دواء جديد.
العلاج
لا يتطلب مرض جيلبير علاجاً نظراً لكونه طفيف حتى مع ظهور الصفراء لان نسبها تكون طفيفة ايضاً. وعادةً ما لا يحتاج المرضى متابعة دورية على المدى الطويل او اجراء فحوصات دورية الا انه يجب الاتصال بالطبيب عند ملاحظة ازدياد نسبة الاصفرار او ظهور اعراض اخرى.
ومكن اخذ ادوية الباربتيوريت في حالة الاكتئاب من الصفراء.
الوقاية
لا يمكن الوقاية من مرض جيلبير نظراً لكونه مرض وراثي ولا يرتبط تطور المرض بالعادات والبيئة المحيطة. الاعتناء بالنفس
هناك احداث معينة قد تحفز نوبات ارتفاع البيليروبن في الدم وبالتالي تزيد من نوبات ظهور الصفراء وهناك اشياء يمكن عملها للحد من هذه النوبات منها:
- الوقاة من الامراض المعدية ومسبباتها كالانفلونزا.
- التحكم في الضغط النفسي.
- تناول وجبات مغذية